بناءه
المسجد الكبير في عجلون، موقع تاريخي هام في مدينة عجلون في شمال الأردن. يُعتبر هذا المسجد أحد أقدم المساجد التاريخية في الأردن بعد المسجد الحسيني في عمان. وبني هذا المسجد في العهد الأيوبي والعهد المملوكي، وتم ترميمه مؤخرًا في عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين .يعود تاريخ بناء المسجد إلى العهد الأيوبي حيث أمر الملك الصالح نجم الدين أيوب ببنائه في العام 1247م. وفي العهد المملوكي، قام السلطان الظاهر بيبرس ببناء مئذنة له في الزاوية الشمالية الشرقية في العام 1263م.
في العام 1328م، تم تدمير أجزاء من المسجد بسبب سيل جارف، لكن تمت إعادة بنائه في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
وصفة وترميم مسجد عجلون الكبير
.الهيكل العام للمسجد يعتمد على شكل مستطيل يمتد من الشرق إلى الغرب، مع مساحة تبلغ تقريبًا 600 مترًا مربعًا، وطول يصل إلى حوالي 30 مترًا، وعرض يقارب الـ 20 مترًا. يحتوي المسجد على ثلاثة مداخل رئيسية من الجانب الشرقي، تطل كل منها على ساحة تقود إلى مواقع مختلفة، بما في ذلك مصلى نسائي معاصر ومكان للوضوء. في الجزء الداخلي من الجانب الشمالي للمسجد، توجد ثلاث خلوات قد تُستخدم كمكان خاص للمعتكفين، أو ربما تكون كأماكن لتعلم القرآن أو تدريس الشريعة الإسلامية بطريقة تشبه الكتاتيب القديمة.آخرها في عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين عام 2014 حيث جرى بناء توسعة جديدة للمسجد، ضمت مصلى للرجال وآخر للنساء، وأماكن للوضوء والطهارة، وأنشئ المنبر مشابها لمنبر صلاح الدين في المسجد الأقصى بمدينة القدس.
شاهد أيضاً : قلعة عجلون (قلعة صلاح الدين) من بناها ؟ ولماذا بُنيت ؟
أهمية مسجد عجلون الكبير
. تشير بعض المصادر إلى أن المسجد في ذلك الوقت كان يضم مدرسة داخليًا، تُشبه المدارس المرتبطة بالمساجد في الشام والقدس، وكانت تُعرف بالمدرسة اليقينية.
يضم المسجد الأيوبي الكبير دارا نموذجية للقرآن الكريم، ويقدم دورات قرآنية في أحكام التجويد، والإجازات الشرعية للقراءة بالسند المتصل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كما خصصت مديرية الأوقاف في وقتنا الحالي بهذا المسجد مجالس للفتوى في أحكام الصلاة والصيام والزكاة بالتعاون مع علماء دائرة الإفتاء، ومجالس أخرى للدورات الشرعية تدرس الفقه الشافعي، ومجالس علمية هاشمية تشرح وسطية الدين الإسلامي واعتداله.
ويشتمل المسجد الأيوبي الكبير على قاعات لتدريب وتأهيل الوعّاظ والخطباء والأئمة والمؤذنين على أساليب الوعظ والإرشاد ومخاطبة الناس بالحسنى، وتعزيز المخزون المعرفي بالأحكام الشرعية الضرورية لديهم.
المصادر
مسجد عجلون الأيوبي في الأردن.. صرح إسلامي شاهد على قدم المكان والزمان